فلما عصوه ورأى انهم قد اتفقوا على اتباع مسيلمة، عزم على مفارقتهم، ومر العلاء بن الحضري ومن تبعه على جانب اليمامة، فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني واللَّه ما أرى أن أقيم مع هؤلاء مع ما قد أحدثوا، وإن اللَّه تعالي لضاربهم ببلية لا يقومون بها ولا يقعدون، وما نرى أن نتخلف عن هؤلاء وهم مسلمون، وقد عرفنا الّذي يريدون، وقد مروا بنا قريب، ولا أرى إلا الخروج إليهم، فمن أراد الخروج منكم فليخرج ممدا العلاء بن الحضرميّ، ومعه أصحابه من المسلمين، فكأن ذلك قد فت في أعضاد عدوهم حين بلغهم مدد دعانا إلي ترك الديانة والهدي ... مسيلمة الكذاب إذ جاء يسجع فيا عجبا من معشر قد تتابعوا ... له في سبيل الغي والغي أشنع في أبيات كثيرة ذكرها ابن إسحاق في الردة، وفي آخرها: وفي البعد دار قد أضل أهلها ... هدى واجتماع كل ذلك مهيع (سيرة ابن هشام) : ٦/ ٥١- ٥٢، (الاستيعاب) : ١/ ٢١٣- ٢١٦، ترجمة رقم (٢٧٧) ، (الإصابة) : ١/ ٤١٠- ٤١٢، ترجمة رقم (٩٦٢) ، (جمهرة أنساب العرب) : ٣١٢، (الفتوح) لابن أعثم: ١/ ٢٩ وما بعدها.