للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثلاثمائة رجل. وبعث معه بعشرين بدنة قلدها النعال وأشعرها بيده في الجانب الأيمن، واستعمل عليها ناجية بن جندب الأسلمي، وساق أبو بكر رضي اللَّه عنه خمس بدنات. وحج عامئذ عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه فأهدى بدنا.

وأهلّ أبو بكر رضي عنه من ذي الحليفة، وسار حتى [إذا] [ (١) ] كان بالعرج في السّحر سمع رغاء القصواء، فإذا علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه عليها فقال: قد استعملك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على الحج؟ قال: لا ولكن بعثني أقرأ براءة على الناس: فانبذ إلى كل ذي عهد عهده.

وقيل أدركه عليّ رضي اللَّه عنهما بضجنان.

[صفة الحج]

وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عهد إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه أن يخالف المشركين:

فيقف يوم عرفة بعرفة ولا يقف بجمع، ولا يدفع من عرفة حتى تغرب الشمس، ويدفع من جمع قبل طلوع الشمس فخرج حتى أتى مكة وهو مفرد بالحجّ، فخطب قبل التروية بيوم بعد الظهر، وطاف يوم التروية- حين زاغت الشمس- بالبيت سبعا، ثم ركب راحلته من باب بني شيبة! وصلّى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصبح بمنى، ولم يركب حتى طلعت الشمس على ثبير، فانتهى إلى نمرة، فنزل في قبة من شعر فقال فيها وركب راحلته لما زاغت الشمس فخطب ببطن عرفة، ثم أناخ فصلّى الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم ركب راحلته فوقف بالهضاب من عرفة، فلما أفطر الصائم دفع يسير العنق [ (٢) ] حتى نزل بجمع- قريبا من النار التي على قزح [ (٣) ] فلما طلع الفجر صلّى الفجر ثم وقف، فلما أسفر دفع.

وجعل يقول في وقوفه: يا أيها الناس. أسفروا [ (٤) ] ،

ثم دفع قبل الشمس. وكان يسير العنق [ (٢) ] حتى انتهى إلى محسّر فأوضع راحلته، فلما جاز وادي محسّر عاد إلى مسيره الأول حتى رمي الجمرة راكبا بسبع حصيّات، ثم رجع إلى المنحر فنحر ثم حلق.


[ (١) ] زيادة للبيان من (ط) .
[ (٢) ] العنق: ضرب من السير سريع.
[ (٣) ] قزح: هو القرن الّذي يقف الإمام عنده بالمزدلفة.
[ (٤) ] أسفر بالفجر: أطال الصلاة حتى يتبين الفجر.