للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج من حديث شجاع بن الوليد، فسألت عن محارب بن دثار عن أبى بن كعب قال: أبصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حائط المسجد بزاقا فحكه على خرقة، فأخرجه من المسجد وجعل مكانه شيء من طيب أو زعفران، أو ورس.

من حديث الحكم بن سليم عن أيوب بن سليمان بن يسار، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رأى نخامة في جدار المسجد فحكها، وخلق مكانها [ (١) ] .

فصل في ذكر اعتكاف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

قال ابن سيده: عكف يعتكف وتعكف عكفا وعكوفا واعتكف لزم المكان والعكوف الإقامة في المسجد [ (٢) ] .

فخرج البخاري [ (٣) ] ومسلم [ (٤) ] وأبو داود [ (٥) ] من حديث نافع عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه اللَّه عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده.


[ (١) ] ويؤيد ذلك ما أخرجه البخاري من حديث سفيان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن أبى سعيد: أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أبصر نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة. الحديث، ذكره في كتاب الصلاة، باب (٣٦) حديث رقم (٤١٤) .
[ (٢) ] قال في (اللسان) : عكف على الشيء يعكف ويعكف عكفا وعكوفا: أقبل عليه مواظبا لا يعرف لا يصرف عنه وجهه، وقيل: أقام، ومنه قوله تعالى: يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ أي يقيمون، ومنه قوله تعالى ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً أي مقيما. والعكوف: الإقامة في المسجد قال اللَّه تعالى وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ قال المفسرون وغيرهم من أهل اللغة:
عاكفون مقيمون في المساجد لا يخرجون منها إلا لحاجة الإنسان يصلى فيه ويقرأ القرآن.
ويقال لازم المسجد وأقام العبادة فيه عاكف ومعتكف. والاعتكاف والعكوف الإقامة على الشيء وبالمكان ولزومها؟. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يعتكف في المسجد.
(لسان العرب) : ٩/ ٢٥٥.