نزلت هذه الآية في وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما [العنكبوت: ٨] ، قال: كنت برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد! ما هذا الدين الّذي قد أحدثت؟ لتعد عن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي، فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمه، وإني لا أدع ديني لهذا الشيء، فمكثت يوما وليلة لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت، فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه! تعلمين واللَّه لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني، وإن شئت فكلي أو لا تأكلى، فلما رأت ذلك أكلت. ومن مناقبه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أن فتح العراق كان على يديه، وكان هو مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية، ونصر اللَّه دينه، ونزل سعد بالمدائن، ثم كان أمير الناس يوم جلولاء، فكان النصر على يده، واستأصل اللَّه تعالى الأكاسرة. كان رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه آخر المهاجرين وفاة، قال المدائني: توفى سنة خمس وخمسين رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. (تهذيب سير أعلام النبلاء) : ١/ ١٥- ١٦، ترجمة رقم (٥) . [ (٢) ] (سنن الترمذي) : ٥/ ٦٠٧، كتاب المناقب، باب (٢٧) مناقب سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. حديث رقم (٣٧٥١) .