للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد اختلف سلف الأمة في سبب نزول هذه الآية على أقوال تسعة:

إحداها: أن عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا من عرض الدنيا إما زيادة في النفقة أو غير ذلك فاعتزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نساءه شهرا فيما ذكر

ثم أخبره اللَّه تعالى أن يخيرهن بين الصبر عليه والرضي بما قسم لهن، والعمل بطاعة اللَّه تعالى وبين أن يمتعهن ويفارقهن إن لم يرضين بالذي يقسم لهن

خرّج محمد بن جرير الطبريّ من طريق ابن علية عن أيوب عن أبي الزبير أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لم يخرج صلوات فقالوا: ما شأنه؟ فقال عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: إن شئتم لأعلمن لكم ما شأنه، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فجعل يتكلم ويرفع صوته، حتى أذن له، قال: فجعلت أقول في نفسي: أي شيء أكلم به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعله ينبسط أو كلمة نحوها؟ فقلت: يا رسول اللَّه! لو رأيت فلانة وسألتني النفقة وصككتها صكة، فقال: ذاك حبسني عنكم،

قال:

فأتى حفصة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- فقال: لا تسألي رسول اللَّه شيئا، ما كانت لك من حاجة فإليّ، ثم تتبع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فجعل يكلمهن، فقال لعائشة:

أيغرك أنك امرأة حسناء وأن زوجك يحبك؟ لتنتهينّ أو لينزلنّ اللَّه فيكنّ القرآن.

قال: فقالت له أم سلمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: يا ابن الخطاب: أو ما بقي لك إلا أن تدخل بين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وبين نسائه؟ فمن تسأل المرأة إلا زوجها؟ قال: ونزل القرآن: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا [ (١) ]


[ (١) ] الأحزاب: ٢٨- ٢٩ وتمامها: وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.