للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تنبيه وإرشاد لأهل التوفيق والرشاد]

اعلم أن اللَّه جلت قدرته، خص كل نبي من أنبيائه، ورسول من رسله، بما شاء من فضله، وأيدهم بمعجزات تدل على صدقهم فيما ادعوه من رسالة ربهم، وما من فضيلة كانت لنبي، أو معجزة أيد اللَّه تعالى بها رسولا من رسله، إلا وقد أعطى سبحانه نبيه ورسوله محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم مثلها وشبهها، ونحوا منها وأفضل وأجلّ منها، يعرف ذلك من منحه اللَّه تعالى العلم، وورثه التوفيق في الفهم، فكان أول الأنبياء بعثه اللَّه تعالى إلى أهل الأرض، نوح عليه السلام، وكانت آيته التي أوتيها، شفاء غيظه، وإجابة دعوته، في تعجيل نقمة اللَّه تعالى لمن كذبه، حتى هلك من على وجه الأرض من صامت وناطق، إلا من آمن به وركب معه السفينة.