للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السابعة والأربعون: ما من أحد يسلم عليه صلى اللَّه عليه وسلّم إلا ردّ اللَّه تعالى إليه روحه ليردّ عليه السلام يبلغه صلى اللَّه عليه وسلّم سلام الناس عليه بعد موته ويشهد لجميع الأنبياء بالأداء يوم القيامة

قال الماوردي: أما شهادته للأنبياء عليهم السلام فتقدم ذكره وأما السلام عليه:

فخرج النسائي من طريق سفيان بن سعيد الثوري عن عبد اللَّه بن السائب عن زاذان عن عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إن للَّه ملائكة سياحين يبلغوني حين يبلغوني عن أمتى السلام [ (١) ] وخرجه الحاكم في مستدركه

وقال: صحيح الإسناد [ (٢) ] .

وخرج البيهقي وغيره من حديث أبى عبد الرحمن المقرئ قال ثنا حيوة ابن شريح: عن أبى صخر عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسط عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد اللَّه روحي حتى أرد عليه السلام [ (٣) ] .


[ (١) ] (سنن النسائي:) ٣/ ٥٠، كتاب السهو، باب (٤٦) السلام على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (١٢٨١) ،
قوله: «سياحين»
صفة الملائكة، يقال: ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها، وأصله من السيح، وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض والسياح بالتشديد كالعلاء، مبالغة فيها.
«يبلغوني»
من الإبلاغ أو التبليغ، وفيه حث على الصلاة والسلام عليه، وتعظيم له صلى اللَّه عليه وسلّم، وإجلال لمنزلته، حيث سخر الملائكة الكرام لهذا الشأن الفخم.
[ (٢) ] (المستدرك) : ٢/ ٤٥٦، كتاب التفسير، تفسير سورة الأحزاب، حديث رقم (٣٥٧٦) ، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد علونا في حديث الثوري فإنه مشهور عنه، فأما حديث الأعمش، عن عبد اللَّه بن السائب، فإنا لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
[ (٣) ] (السنن الكبرى للبيهقي) : ٥/ ٢٤٥، كتاب الحج، باب الزيارة قبر النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.