كتاب إمتاع الأسماع

القسم الثاني - السادسة والأربعون: أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره وكذلك الأنبياء عليهم السلام - ج: 10 - ص: 306

وحديث أبى أسامة: أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتى تعرض عليّ في كل يوم جمعه.

وحديث أنس يرفعه وفيه ثم يوكل اللَّه بذلك ملك يدخله في قبري كما تدخل عليكم الهداية يخبرني من صلى على باسمه ونسبه إلى عشيرته.

فأثبتته عندي في صحيفة بيضاء.

وحديث أبى هريرة وفيه: صلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم

وحديثه أيضا يرفعه ما من أحد يسلم على إلا رد اللَّه على روحي حتى أرد عليه السلام [ (١) ] .

قال البيهقي: وإنما أراد واللَّه اعلم إلا وقد ردّ اللَّه روحي حتى أرد عليه السلام.

وذكره حديث ابن مسعود يرفعه إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتى السلام.

وحديث أبى هريرة يرفعه من صلى على عند قبري سمعته ومن صلى على غائبا أبلغته وذكر حديث لا تخيرونى على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدرى أكان فيما صعق فأفاق قبلي أو كان فيما يستثنى اللَّه فهذا إنما يصح على أن اللَّه تعالى رد إلى الأنبياء أرواحهم وهم أحياء عند ربهم كالشهداء فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيما صعق

ثم لا يكون ذلك مرئيا في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار فإن كان موسى ممن استشنى اللَّه بقوله إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ فلله تعالى لا يذهب باستشعاره في تلك الحالة ويحاسبه اللَّه بصعقة الصور واللَّه أعلم.

وقال ابن زبالة: وحدثني يزيد عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من كلمه روح القدس لم يؤذن للأرض أن تأكل من لحمه [ (٢) ] .

---

[ (١) ]
(سنن أبى داود) : ٢/ ٥٣٤، كتاب المناسك، باب (١٠٠) زيارة القبور، حديث رقم (٢٠٤١) ، حديث رقم (٢٠٤٢) ولفظه «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»
[ (٢) ] (الدر المنثور) : ١/ ٨٧.