وقال الأزهري: العنبر سمكة تكون بالبحر الأعظم، يبلغ طولها خمسين ذراعا، يقال لها: بالة، وليست بعربية. وأخرجه البخاري أيضا في: كتاب الذبائح والصيد، باب (١٢) قول اللَّه تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ، وقال عمر: صيده: ما اصطيد، وطعامه: ما رمي به، وقال أبو بكر رضى اللَّه عنه: الطافي في حلال، وقال ابن عباس رضى اللَّه عنه: طعامه ميتته، إلا ما قذرت منها، حديث رقم (٥٤٩٣) ، وحديث رقم (٥٤٩٤) . [ (١) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٣/ ٩٠، كتاب الصيد والذبائح، باب (٤) ، إباحة ميتات البحر، حديث رقم (١٩٣٥) . وأخرج أبو داود في (السنن) : ٤/ ١٦٥- ١٦٦، كتاب الأطعمة، باب (٣٦) في أكل الطافي من السمك، حديث رقم (٣٨١٥) : «ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه» . جزر عنه: أي تقلص عنه ماء البحر وقت الجزر عنه، وقد ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه أباح الطافي من السمك، ثبت ذلك عن أبى بكر الصديق، وأبى أيوب الأنصاري رضى اللَّه عنهما. وإليه ذهب عطاء بن أبى رباح، ومكحول، وإبراهيم النخعي، وبه قال مالك، والشافعيّ، وأبو ثور، وروى عن جابر وابن عباس رضى اللَّه عنه أنهما كرها الطافي من السمك، وإليه ذهب جابر بن زيد وطاووس، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه، (معالم السنن) . وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : ٢/ ١٠٨١، كتاب الصيد، باب (١٨) الطافي من صيد البحر، حديث رقم (٣٢٤٦) ، وحديث رقم (٣٢٤٧) . وأخرجه الواقدي مختصرا جدا في (المغازي) ، في سرية الخبط، أميرها أبو عبيدة رضى اللَّه عنه: ٧/ ٧٧٦- ٧٧٧. [ (٢) ] تراجع هذه القصة في كتاب المغازي من (فتح الباري) ، شرح الحديث رقم (٤٣٦٠) ، والحديث رقم (٤٣٦١) ، وقد أمسكنا عن ذكرها خشية الإطالة. قال ابن القيم: أصناف السمك كثيرة، وأجوده ما لذّ طعمه، وطاب ريحه، وتوسط مقداره، وكان رقيق القشر، ولم يكن صلب اللحم ولا يابسه، وكان في ماء عذب جار على الحصباء، ويتغذى بالنبات لا الأقذار.