فحدثنا موادّنا من أهل عمان عن سلفهم أن مازنا لما تنحى عن قومه أتي موضعا فابتنى مسجدا يتعبد فيه، فهو لا يأتيه مظلوم يتعبد فيه ثلاثا، ثم يدعو محقا على من ظلمه، يعني إلا استجيب. وفي أصل السماع فيكاد أن يعافي من البرص، فالمسجد يدعى مبرصا إلى اليوم. قال أبو المنذر: قال مازن: ثم إن القوم ندموا، وكنت القيّم بأمورهم، فقالوا: ما عسانا أن نصنع به، فجاءني في منهم أرفلة عظيمة فقالوا: يا ابن العم، عبنا عليك أمرا فنهيناك عنه، فإذ أبيت فنحن تاركوك، ارجع معنا، فرجعت معهم فأسلموا بعد كلهم. قال البيهقي: وقد روي في معنى ما روينا عن مازن أخبار كثيره، منها حديث عمرو بن جبلة فيما سمع من جوف الصنم: «يا عصام يا عصام، جاء الإسلام وذهبت الأصنام» . ومنها حديث طارق من بني هند بن حرام: «يا طارق يا طارق، بعث النبي الصادق» . ومنها حديث ابن دقشة فيما أخبر به رئيّه، فنظر إلى ذباب بن الحارث وقال: يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب، يدعو بمكة ولا يجاب» . ومنها حديث عمرو بن مرة الغطفانيّ فيما رأى من النور الساطع في الكعبة في نومه، ثم ما سمع من الصوت: «أقبل حقّ فسطع، ودمّر باطل فانقمع» . ومنها حديث العباس بن مرداس فيما سمع من الصوت. ومنها حديث خالد بن سطيح حين أتته تابعته فقالت: «جاء الحق القائم والخير الدائم» ، وغير ذلك مما يطول بسياق جميعه الكتاب، وباللَّه التوفيق (دلائل النبوة للبيهقي) : ٢/ ٢٥٧- ٢٥٩. [ (١) ] كذا في (خ) ، ولم أجده فيما بين يدي من كتب الرجال.