للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمكة، ومعهم رجل من يهود تيماء [ (١) ] صحبهم للتجارة يريد مكة أو اليمن، فنظر إلى عبد المطلب فقال: إنا نجد في كتابنا الّذي لم يبدّل أنه يخرج من ضئضئي هذا نبي يقتلنا وقومه قتل عاد [ (٢) ] .

ولأبي داود من حديث إسرائيل عن سماك بن [حرب] عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتى نفر من قريش امرأة كاهنة فقالوا: أخبرينا بأقربنا شبها من صاحب هذا المقام، قالت إن جردتم على السّهلة عباءة ومشيتم عليها، أنبئكم بأقربكم شبها، فجردوا عليها عباءة ثم مشوا عليها، فرأت أثر قدم محمد صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: هذا واللَّه أقربكم شبها به.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنه: فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة، ثم بعث محمد صلّى اللَّه عليه وسلم، قلت: ويؤيد هذا

قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: ورأيت إبراهيم فإذا أقربكم شبها به أنا.

وذكر هشام بن الكلبي أن الّذي نظر قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: هذه القدم من تلك القدم التي في المقام- يعني قدم إبراهيم عليه السلام- هو كرز بن علقمة ابن هلال [ (٣) ] ، الّذي قفا أثر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأبي بكر حين خرجا إلى الغار.


[ (١) ] تيماء: قرية في أطراف بلاد الشام بين الشام ووادي القرى.
[ (٢) ] (دلائل أبي نعيم) : ١٦٥- ١٦٦، حديث رقم (١٠١) ، وهو من طريق الواقدي وهو متروك، وفيه أيضا موسى بن شيبة لين الحديث.
[ (٣) ] هو كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبد نهم بن حليل بن حبشيّة بن سلول الخزاعي. أسلم يوم الفتح، وعمّر طويلا، وعمي في آخر عمره، وكان ممن جدّد أنصاب الحرم في زمن معاوية، فهي إلى اليوم. وذكر ابن الكلبي هذه القصة فقال: عمي على الناس بعض أعلام الحرم، وكتب مروان إلى معاوية بذلك، فكتب إليه: إن كان كرز حيا فله أن يقيمك على معالم الحرم، ففعل.
وقال أبو سعد في (شرف المصطفى) : أن المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مهاجرا، فقفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار، فقال: إلى هنا انتهى أثره، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل.
وهو الّذي قال حين نظر إلى قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: هذه القدم من تلك القدم التي في المقام. (الإصابة) :
/ ٥٨٣- ٥٨٤، ترجمة كرز بن علقمة بن هلال، رقم (٧٤٠٢) .