للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما خرجوا رجع إلى امرأته فقال: ما علمت ما قال لي أخي اليثربي؟ فأخبرها الخبر فقالت امرأة أمية: ما يدعنا محمد.

فلما جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر، قالت له امرأته: أما تذكر ما قال لك أخوك اليثربي؟ فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف أهل الوادي فسر معنا يوما أو يومين، فسار معهم فقتله اللَّه [ببدر] [ (١) ] .

ومن حديث الأعمش عن مجاهد قال: حدثني مولاي عبد اللَّه بن السائب قال:

كنت شريك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية، فلما قدمت المدينة قال: تعرفني؟ قلت:

نعم، كنت شريكي، فنعم الشريك لا تداري ولا تماري [ (٢) ] .


[ (١) ] الحديث أخرجه البخاري من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق بهذا الإسناد، ومن طريق يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق بهذا الإسناد أيضا، (فتح الباري) : ٧/ ٣٥٧- ٣٥٨، كتاب المغازي، باب (٢) ذكر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من يقتل ببدر، حديث رقم (٣٩٥٠) . وأخرجه أبو نعيم في (دلائل النبوة) :
١/ ١٧٨- ١٧٩.
[ (٢) ] قال ابن هشام في (السيرة) : السائب بن أبي السائب شريك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الّذي جاء
في الحديث عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «نعم الشريك السائب لا يشاري ولا يماري» ،
وكان أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا واللَّه تعالى أعلم (سيرة ابن هشام) : ٣/ ٢٦٨، وفي هامشه: وذكر فيمن قتل من المشركين: السائب بن أبي السائب، واسم أبي السائب: صيفي بن عابد، وأنكر ابن هشام أن يكون السائب قتل كافرا، قال: وقد أسلم وحسن إسلامه، وفي الموضوع اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة، واللَّه تعالى أعلم.