للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها الناس في صلاتهم وتلاوتهم، وردّوا ما عداها من القرآن، وكفّروا من زاد فيها حرفا أو أسقط منها حرفا متعمدا لذلك، لأنها تواترت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وعلم كل أحد أنها صحت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.


[ () ] المشهورة (بمتن الشاطبية) ، وهي أسهل ما يتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف والمنظومات، وعدة أبياتها كما يقول ناظمها:
وقد وفّق اللَّه الكريم بمنّه ... لإكمالها حسناء ميمونة الجلا
وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ... ومع مائة سبعين زهرا وكمّلا
يقول رحمه اللَّه عن القراء السبعة:
جزى اللَّه بالخيرات عنّا أئمّة ... لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فمنهم بدور سبعة قد توسّطت ... سماء العلاء والعدل زهرا وكمّلا
لها شهب عنها استنارت فنوّرت ... سواد الدّجى حتى تفرّق وانجلى
وسوف تراهم واحدا بعد واحد ... مع اثنين من أصحابه متمثّلا
تخيرهم نقادهم كلّ بارع ... وليس على قرآنه متأكّلا
فأما الكريم السّرّ في الطيب نافع ... فذاك الّذي اختار المدينة منزلا
وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم ... بصحبته المجد الرّفيع تأثّلا
ومكّة عبد اللَّه فيها مقامه ... هو ابن كثير كاثر القوم معتلا
وروى أحمد البزّي له ومحمد ... على سند وهو الملقّب قنبلا
وأمّا الإمام المازنيّ صريحهم ... أبو عمرو البصريّ فوالده العلا
أفاض على يحيي اليزيديّ سيبه ... فأصبح بالعذب الفرات معلّلا
أبو عمر الدّوريّ وصالحهم أبو ... شعيب هو السّوسيّ عنه تقبّلا
وأمّا دمشق الشام دار ابن عامر ... فتلك بعبد اللَّه طابت محلّلا
هشام وعبد اللَّه وهو انتسابه ... لذكوان بالإسناد عنه تنقّلا
وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة ... أذاعوا فقد ضاعت شذا وقرنفلا
فأمّا أبو بكر وعاصم اسمه ... فشعبة راويه المبرّز أفضلا
وذاك ابن عيّاش أبو بكر الرّضا ... وحفص وبالإتقان كان مفضّلا
وحمزة ما أزكاه من متورّع ... إماما صبورا للقران مرتّلا
روى خلف عنه وخلّاد الّذي ... رواه سليم متقنا ومحصّلا
وأما عليّ فالكسائيّ نعته ... لما كان في الإحرام فيه تسربلا
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضا ... وحفص هو الدّوريّ وفي الذّكر قد خلا
أبو عمرهم واليحصبيّ ابن عامر ... صريح وباقيهم أحاط به الولا
لهم طرق يهدي بها كلّ طارق ... ولا طارق يخشى بها متمحّلا
ومتن الشاطبية هذا، له شروح كثيرة، أحسنها الشرح المعروف باسم (سراج القارئ المبتدئ، وتذكار المقرئ المنتهي) للإمام أبي القاسم على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن، القاصح، العذري، البغدادي، من علماء القرن الثامن الهجريّ، وقد أشرف على طبعه ومراجعته فضيلة الشيخ علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية الأسبق.