قال الحافظ في (الفتح) : وقد اشتهر تسبيح الحصى، ففي حديث أبي ذر قال: «تناول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهن في يد عمر فسبحن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن» أخرجه البزار والطبراني في (الأوسط) ، وفي رواية الطبراني: «فسمع تسبيحهن في الحلقة» وفيه «ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا» . قال البيهقي في (الدلائل) : كذا رواه صالح بن أبي الأخضر- ولم يكن بالحافظ- عن الزهري، عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر، والمحفوظ ما رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: «ذكر الوليد بن سويد أن رجلا من بني سليم كان كبير السن ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر له عن أبي ذرّ بهذا» (فتح الباري) : ٦/ ٧٣٤، كتاب المناقب، باب (٢٥) علامات النبوة في الإسلام. فائدة: ذكر ابن الحاجب عن بعض الشيعة: أن انشقاق القمر، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع، وتسليم الغزالة، مما نقل آحادا مع توافر الدواعي على نقله، ومع ذلك لم يكذب رواتها، وأجاب بأنه استغنى عن نقلها تواترا بالقرآن. وأجاب غيره بمنع نقلها آحادا، وعلى تسليمه فمجموعها يفيد القطع كما تقدم في أول هذا الفصل، والّذي أقول: إنها كلها مشتهرة عند الناس، وأما من حيث الرواية فليست على حد سواء، فإن حنين الجذع وانشقاق القمر، نقل كل منهما نقلا مستفيضا، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث دون غيرهم ممن لا ممارسة له في ذلك. وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها وأما تسليم الغزالة فلم نجد له إسنادا لا من وجه قوي ولا من وجه ضعيف، واللَّه تعالى أعلم. (المرجع السابق) : ٧٣٤- ٧٣٥.