للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمطروا من جمعة إلى جمعة، فجاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال:

يا رسول اللَّه ... ، الحديث، غير أن فيه: ورءوس الجبال [ (١) ] .

وخرج البخاري ومسلم من حديث الأوزاعي، قال: حدثني إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: أصاب الناس سنة على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فبينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، قام أعرابي- وقال مسلم: فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة إذا قال [أعرابي يا رسول اللَّه] ! هلك المال وضاع العيال فادع اللَّه لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ماء، فو الّذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال.

ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد ومن بعد الغد، والّذي يليه حتى الجمعة الأخرى،

فقام ذلك الأعرابي- أو قام غيره- فقال يا رسول اللَّه! تهدم البناء وغرق المال، فادع اللَّه لنا، فرفع يديه [وقال] : اللَّهمّ حوالينا لا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجونة، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

ترجم عليه البخاري باب: الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة. وقال فيه مسلم: فما يشير إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجونة، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجيء أحد من ناحية إلا أخبر بجود. وخرجه البخاري أيضا في الاستسقاء في باب من تمطّر في المطر حتى يتحادر على لحيته، [بنحوه] أو قريب منه [ (٢) ] .

وخرج البخاري ومسلم والنسائي رضي اللَّه عنهم من حديث ثابت عن أنس


[ (١) ] (فتح الباري) : ٢/ ٦٤٦، كتاب الاستسقاء، باب (١٠) الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر، حديث رقم (١٠١٧) .
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٢/ ٥٢٤- ٥٢٥، كتاب الجمعة، باب (٣٥) الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، حديث رقم (٩٣٣) ، ٢/ ٦٦٠، كتاب الاستسقاء، باب (٢٤) من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، حديث رقم (١٠٣٣) ، وقوله: «تمطّر» بتشديد الطاء، أي تعرض لوقوع المطر، (مسلم بشرح النووي) : ٦/ ٤٤٥، كتاب صلاة الاستسقاء، باب (٢) الدعاء في الاستسقاء، حديث رقم (٩) من أحاديث الباب.