للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج البخاري ومسلم والنسائي، من حديث هشام بن أبي جريج، أخبرهم قال: أخبرني ابن المنكدر عن جابر قال: عادني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين، فوجدني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش عليّ فأفقت فقلت: يا رسول اللَّه! ما تأمرني أن أصنع في [مالي؟ فنزلت] :

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ الآية [ (١) ] .

وخرجه مسلم والنسائي من حديث حجاج بن محمد قال: حدثنا محمد بن جريج، فذكراه بنحو أو قريب منه [ (٢) ] .

وخرج البخاري من حديث شعبة قال: أخبرني محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ فصبوا عليّ من وضوئه [فعقلت، فقلت] : يا رسول اللَّه! إنما ترثني كلالة، فنزلت آية الميراث فقلت لمحمد بن المنكدر: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ قال: هكذا أنزلت.

ذكره البخاري في مواضع، من كتاب الفرائض وغيره [ (٣) ] .


[ () ] الترجمة أن لا يعتقد أن عيادة المغمى عليه ساقطة الفائدة لكونه لا يعلم بعائده، ولكن ليس في حديث جابر التصريح بأنهما علما أنه مغمى عليه قبل عيادته، فلعله وافق حضورهما.
قال الحافظ ابن حجر: بل الظاهر من السياق وقوع ذلك حال مجيئهما وقبل دخولهما عليه، ومجرد علم المريض بعائده لا تتوقف مشروعية العيادة عليه، لأن وراء ذلك جبر خاطر أهله، وما يرجى من بركة دعاء العائد، ووضع يده على المريض، والمسح على جسده، والنفث عليه عند التعويذ، إلى غير ذلك. (المرجع السابق) : ١٤١.
[ (١) ] (فتح الباري) : ٨/ ٣٠٨، كتاب التفسير، باب (٤) يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ، حديث رقم (٤٥٧٧) ، (مسلم بشرح النووي) : ١١/ ٦١، كتاب الفرائض، باب (٢) ميراث الكلالة، حديث رقم (٦) من أحاديث الباب، (سنن النسائي) : ١/ ٩٣، كتاب الطهارة، باب (١٠٣) الانتفاع بفضل الوضوء، حديث رقم (١٣٦) .
[ (٢) ] في (مسلم) : الحديث رقم (٧) ، (٨) من أحاديث الباب، وفي (النسائي) : الحديث رقم (١٣٨) من أحاديث الباب. ر: التعليق السابق.
[ (٣) ] سبقت الإشارة إليه.