للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرجه البخاري أيضا في المناقب، في باب علامات النبوة في الإسلام، بهذا الإسناد وقال فيه: ثم دسّته تحت يدي ولاثتنى ببعضه، وقال: قال بطعام؟ قلت:

نعم، وفي آخره: والقوم سبعون أو ثمانون رجلا [ (١) ] .

وخرجه في كتاب الأيمان والنذور، في باب إذا حلف أن لا يأدم فأكل تمرا بخبز، وما يكون منه الأدم بنحو ذلك وقال: والقوم سبعون أو ثمانون رجلا [ (١) ] .

وخرجه أبو عيسى الترمذي من حديث معن قال: عرضت على مالك بن أنس عن إسحاق إلى آخره، وقال: والقوم سبعون رجلا. وقال: هذا حديث حسن صحيح [ (٢) ] . وخرجه البخاري في الصلاة، في باب من دعي لطعام في المسجد، من حديث مالك، وقال فيه: وجدت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المسجد ومعه ناس فقمت،


[ () ] الأشربة، باب (٢٠) جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ذلك، ويتحقق تحققا تاما، واستحباب الاجتماع على الطعام، حديث (٢٠٤٠) ، (تحفة الأحوذي) : ١٠/ ٧٣، أبواب المناقب، باب (٣٠) بدون ترجمة، حديث رقم (٣٨٧٣) ، (شرح الزرقاني على الموطأ) :
٤/ ٣٧٥، كتاب الجامع، باب (٦٤٦) جامع ما جاء في الطعام والشراب، حديث رقم (١٧٨٩) ، (دلائل البيهقي) : ٦/ ٨٨، باب ما جاء في دعوة أبي طلحة الأنصاري- رضي اللَّه عنه- رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وما ظهر في طعامه ببركة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من آثار النبوة.
قوله: «سمعت صوت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع» ، كأنه لم يسمع في صوته لما تكلم إذ ذاك الفخامة المألوفة منه، فحمل ذلك على الجوع بقرينة الحال التي كانوا فيها.
وفيه ردّ على دعوى ابن حبان أنه لم يكن يجوع، واحتج بحديث: «أبيت يطعمني ربي ويسقيني» ، وتعقب بالحمل على تعدد الحال: فكان يجوع أحيانا ليتأسى به أصحابه، ولا سيما من لا يجد مددا وأدركه ألم الجوع صبر فضوعف له.
قال الطبراني: غير أن الشبع وإن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه، وما زاد على ذلك فهو سرف، والمطلق منه ما أعان الآكل على طاعة ربه، ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه.
وفيه دليل على جواز الشبع، وما جاء من النهي عنه محمول على الشبع الّذي يثقل المعدة، ويثبط صاحبه عن القيام للعبادة، ويفضي إلى البطر والأشر، والنوم والكسل، وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة.
وذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم، وهو أن الثلث للطعام، والثلث للشراب، والثلث للنفس، ويحتاج في دعوى أن تلك عبادتهم إلى نقل خاص.
(فتح الباري) : ٩/ ٦٥٩- ٦٦٠ مختصرا.
[ (١) ] انظر هامش رقم (٢) في الصفحة السابقة.
[ (٢) ] انظر التعليق السابق، وأخرجه أيضا أبو نعيم في (دلائل النبوة) : ٢/ ٤١٥، الفصل الثاني والعشرون في ربوّ الطعام بحضرته وفي سفره لإمساسه بيده صلّى اللَّه عليه وسلم ووضعها عليه، حديث رقم (٣٢٢) .