للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ليلة مظلمة حتى مشيا في ضوئهما كرامة للمصطفى صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج البخاري في كتاب الصلاة [ (١) ] ، وفي كتاب المناقب [ (٢) ] من حديث معاذ [ (٣) ] قال: حدثني أبي عن قتادة، حدثنا أنس رضي اللَّه عنه أن رجلين من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خرجا من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد، حتى أتى أهله.

وخرج أيضا في مناقب أسيد بن حضير من حديث حبان قال: حدثنا همام قال: أخبرنا قتادة عن أنس، أن رجلين خرجا من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما [ (٤) ] .

وقال معمر: عن ثابت عن أنس، أن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار، وقال حماد: أخبرنا ثابت عن أنس، كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (٤) ] .


[ () ] روى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن عصاه كانت تضيء له إذا كان يخرج من عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بيته ليلا، وعرض له ذلك مرة مع أسيد بن حضير، فلما افترقا أضاءت لكل واحد منهما عصاه.
عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتدّ عليهم فضلا، كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. هكذا ذكر البخاري.
قال ابن إسحاق: شهد بدرا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عباد بن بشر، وقتل يوم اليمامة شهيدا، وكان له يومئذ بلاء وعناء، فاستشهد يومئذ وهو ابن خمس وأربعين سنة. له ترجمة في: (الاستيعاب) :
٢/ ٨٠١- ٨٠٤، باب العين بعدها الباء، ذكر من اسمه عبّاد بفتح أوله والتشديد، ترجمة رقم (٤٤٥٨) ، (تاريخ الإسلام) : ١/ ٣٧٠، (طبقات ابن سعد) : ٣/ ١٦، (التاريخ الصغير) :
٣٦، (الجرح والتعديل) : ٦/ ٧٧.
[ (١) ] (فتح الباري) : ١/ ٧٣٤، كتاب الصلاة، باب (٧٩) [فضل المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة] ، حديث رقم (٤٦٥) .
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٦/ ٧٨٤، كتاب المناقب، باب (٢٨) (بدون ترجمة) ، حديث رقم (٣٦٣٩) .
[ (٣) ] هو معاذ بن هشام.
[ (٤) ] (فتح الباري) : ٧/ ١٥٧- ١٥٨، كتاب مناقب الأنصار، باب (١٣) منقبة أسيد بن حضير، وعباد بن بشر رضي اللَّه عنهما، حديث رقم (٣٨٠٥) ، قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) : وفي الصحابة عباد بن بشر بن قيظي، وعباد بن بشر بن نهيك، وعباد بن بشر بن وقش، وصاحب هذه القصة هو هذا الثالث، ووهم من زعم خلاف ذلك. (فتح الباري) : ٧/ ١٥٨، (دلائل