والحديث الّذي يليه: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن عبد اللَّه بن نمير- واللفظ لزهير- قالا: حدثنا إسماعيل- وهو ابن علية- عن أيوب عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قينا، فيأخذه فيقبله، ثم يرجع، قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة. والقين بفتح القاف: الحداد. وفي الحديث الأول: جواز تسمية المولود يوم ولادته، وجواز التسمية بأسماء الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وسلامه، وفيه استتباع العالم الكبير بعض أصحابه إذا ذهب إلى منزل قوم ونحوه، وفيه الأدب مع الكبار، وفيه جواز البكاء على المريض والحزن، وأن ذلك لا يخالف الرضا بالقدر، بل هي رحمة جعلها اللَّه في قلوب عباده، وإنما المذموم الندب والنياحة، والويل والثبور، ونحو ذلك من القول الباطل، ولهذا قال: «ولا نقول إلا ما يرضي ربنا» . وفي الحديث الثاني بيان كريم خلقه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورحمته للعيال والضعفاء، وفيه جواز الاسترضاع، وفيه فضيلة رحمة العيال والأطفال وتقبيلهم. مختصرا من (مسلم بشرح النووي) : ١٥/ ٨١- ٨٣، كتاب الفضائل، باب (١٥) رحمته صلّى اللَّه عليه وسلّم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، حديث رقم (٦٢) و (٦٣) . وسيأتي لذلك مزيد بيان إن شاء اللَّه تعالى في تراجم أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. [ (١) ] أخرجه ابن ماجة في (السنن) : ٢/ ٨٤١، كتاب العتق، (٢) باب أمهات الأولاد، حديث رقم (٢٥١٥) : حدثنا على بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع، حدثنا شريك، عن حسين ابن عبيد اللَّه عن عبيد اللَّه بن عباس، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إيماء رجل ولدت أمته منه فهي معتقه عن دبر منه. ثم قال في الحديث الّذي يليه (٢٥١٦) : ... عن الحسين ابن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ذكرت أم إبراهيم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أعتقها ولدها. ثم قال تعليقا على الحديثين: في إسناده الحسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس، تركه المديني وغيره، وضعّفه أبو حاتم وغيره، وقال البخاري: إنه كان يتّهم بالزندقة. (المرجع السابق) . [ (٢) ] (كنز العمال) : ١٢/ ٣٤٠١٩، وقال: في آخره: (ابن سعد عن كعب بن مالك) ، ورقم (٣٤٠٢٠) : إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإنّهم لهم ذمة ورحما، (البغوي، طب، ك- عن كعب بن مالك. ورقم (٣٤٠٢١) : إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم، فإن لهم ذمة وإن لهم رحما. (ابن سعد عن الزهري مرسلا) ، ورقم (٣٤٠٢٢) : إن اللَّه سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم صهرا وذمة. (كر- عن عمر) ، ورقم (٣٤٠٢٣) : اللَّه اللَّه في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل اللَّه (طب- عن أم سلمة) .