وقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ ارزق آل محمد قوتا» ، قال الحافظ في (الفتح) : هكذا وقع هنا، وفي رواية الأعمش عن عمارة عند مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة: «اللَّهمّ اجعل رزق آل محمد قوتا» وهو المعتمد، فإن اللفظ الأول صالح لأن يكون دعاء بطلب القوت في ذلك اليوم، وأن يكون طلب لهم القوت، بخلاف اللفظ الثاني فإنه يعيّن الاحتمال الثاني وهو الدالّ على الكفاف. وعلى ذلك شرحه ابن بطال فقال: فيه دليل على فضل الكفاف، وأخذ البلغة من الدنيا، والزهد فيما فوق ذلك، رغبة في توفر نعيم الآخرة، وإيثار لما يبقى على ما يفنى، فينبغي أن تقتدي به أمته في ذلك. وقال القرطبي: معنى الحديث أنه طلب الكفاف، فإن القوت ما يقوت البدن، ويكف عن الحاجة، وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغنى والفقر جميعا، واللَّه تعالى أعلم. (فتح الباري) : ١١/ ٣٥٥. وأخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقاق، حديث رقم (١٩) ، قال الإمام النووي في قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ اجعل رزق آل محمد قوتا» : قيل: كفايتهم من غير إسراف، وهو بمعنى قوله في الرواية الأخرى كفافا، وقيل: هو سد الرمق. (مسلم بشرح النووي) : ١٨/ ٣١٩. وأخرجه الترمذي في أبواب الزهد، باب (٢٥) ما جاء في معيشة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأهله، حديث رقم (٢٤٦٦) ، وقال القرطبي: أي اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذل المسألة، ولا يكون فيه فضول يبعث على الترفه والتبسط في الدنيا. (تحفة الأحوذي) : ٧/ ٢٢. وأخرجه ابن ماجة في (السنن) في كتاب الزهد، باب (٩) القناعة، حديث رقم