للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ] مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة. حسّنه الترمذي وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عنه مرسلا. [أخرجه الترمذي في المناقب: باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها، ورجاله ثقات. وابن أبى حسين: هو عمر بن سعيد بن حسين النوفلي] .
بشر بن الوليد القاضي: حدثنا عمر بن عبد الرحمن، عن سليمان الشيباني عن على بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة أنها قالت: لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران:
لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرا، وما تزوج بكرا، ولقد قبض ورأسه صلّى اللَّه عليه وسلم في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد خفّت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذرى من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما. [رواه أبو بكر الآجري عن أحمد بن يحيى الحلواني، عنه، وإسناده جيد، إلا أن على بن زيد بن جدعان ضعيف] .
وكان تزويجه بها إثر وفاة خديجة، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد، ثم دخل بسودة، فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة، رضى اللَّه عنها في شوال بعد وقعة بدر، فما تزوج بكرا سواها، وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به، بحيث
إن عمرو بن العاص- وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة- سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول اللَّه؟ قال: عائشة، قال فمن الرجال؟ قال أبوها. [أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي، باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا، وفي المغازي، باب غزوة السلاسل، وسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر رضى اللَّه عنه.
وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان إلا طيبا،
وقد قال: لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام أفضل.
فأحب صلّى اللَّه عليه وسلم أفضل رجل من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فهوى حرىّ أن يكون بغيضا إلى اللَّه ورسوله. وحبه عليه السّلام لعائشة كان أمرا مستفيضا، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته؟
قال حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان.
فذكرت أم سلمة له ذلك، فسكت، فلم يردّ عليها فعادت الثانية، فلم يردّ عليها، فلما كانت الثالثة قال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه واللَّه ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة غيرها..
[متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب من أهدى إلى أصحابه، وتحرى بعض نسائه دون بعض، من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مسلم مختصرا في فضائل الصحابة، من طريق عبدة، عن هشام، عن