للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أحد المهاجرين الأولين، آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين كعب بن مالك، ولم يشهد [بدرا] ، فضرب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسهمه،

فلما قدم قال: يا رسول اللَّه! وأجرى؟ قال: وأجرك، وشهد أحدا [وما بعدها] وكان له بلاء حسن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقاه يومئذ بنفسه، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت [إصبعه] ، وضرب في رأسه، وحمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على رأسه، ظهره حتى استقل على الصخرة، وقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: اليوم أوجب طلحة [ (١) ] ، ثم شهد المشاهد كلها،

وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى الستة، ثم شهد وقعة الجمل محاربا لعلى رضى اللَّه عنهما، فذكّره أشياء فرجع عن قتال عليّ، واعتزل في بعض الصفوف، فرماه مروان بن الحكم بسهم، فلم يزل ينزف دمه حتى مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين عن ستين- وقيل: بضع وستين- سنة، كانت تحته أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق [ (٢) ] . أخت عائشة من حبيبة بنت خارجة بن رهم الأنصاري، فهي أخت عائشة لأبيها، فولدت لطلحة زكريا [ويوسف] [ (٣) ] وعائشة، وكانت تحته أيضا حمنة بنت جحش بعد موت


[ (١) ] أوجب طلحة: عمل عملا أوجب له الجنة.
[ (٢) ] هي أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق التيمية، تابعية، مات أبوها وهي حمل، فوضعت بعد وفاة أبيها، وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره، أرسلت حديثها، فذكرها بسببه ابن السكن وابن مندة في الصحابة.
وأخرج من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع وعن أم كلثوم بنت أبى بكر، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن ضرب النساء ... ثم قال: رواه الليث عن يحيى نحوه، ورواه الثوري عن يحى بن حميد، فقال: عن زينب بنت أبى سلمة.
قال الحافظ: ولأم كلثوم بنت أبى بكر رواية أخرى عن عائشة في (صحيح مسلم) ، روى عنها جابر ابن عبد اللَّه الأنصاري، وأمها حبيبة بنت خارجة، وضعتها بعد موت أبى بكر، وروى عنها أيضا جبر- أو جابر- بن حبيب، وطلحة بن يحى، والمغيرة بن الحكيم، وغيرهم. (الإصابة) : ٨/ ٢٩٦، ترجمة رقم (١٢٢٣٥) .
[ (٣) ] زيادة للسياق من (طبقات ابن سعد) .