للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارية، وانتدب لهجو المشركين


[ () ] نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام، فهو من المخضرمين، وتوفى سنة أربعين من الهجرة على أرجح الآراء.
كانت أسرة حسان ذات شأن عظيم في الجاهلية والإسلام، فوالده ثابت بن المنذر قد حكمته الأوس والخزرج في حرب يوم سمير، ونزلوا على حكمه، وأخوه أوس بن ثابت ممن شهد العقبة مع السبعين مع الأنصار، كما آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وقد سقط أوس يوم أحد شهيدا، كما استشهد أخ آخر له، وهو أبيّ بن ثابت يوم بئر معونة.
وأنجب حسان عدة أبناء، بينهم الشاعر عبد الرحمن بن حسان، أمه سيرين القبطية، أخت مارية أم إبراهيم بن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهبها لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، فهو ابن خالة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وكان عبد الرحمن شاعرا، وقد روى عن أبيه وغيره، فولد عبد الرحمن: الوليد، وإسماعيل، وأم فراس، أمّهم أم شيبة بنت السائب بن يزيد بن عبد اللَّه، وسعيد بن عبد الرحمن. وكان شاعرا، وقد روى عنه أمه أم ولد، وحسان بن عبد الرحمن والفريعة، ويكنى عبد الرحمن بن حسان أبا سعيد، وكان شاعرا، قليل الحديث، وقد ضمه بعض العلماء إلي الثقات.
وقد أشار العلماء إلى صفة لصقت بحسان، وهي صفة الجبن، وقد أثبتت المصادر أن أكحل حسان كان قد قطع، فلم يكن يضرب بيده، وتلك علة إحجامه عن الاشتراك في غزوات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هذا إلى جانب كبر سنة، وضعف روح المغامرة عنده، مما جعله حذرا متمهلا، في الوقت الّذي نجد فيه شباب المسلمين وشيوخهم، مدفوعين بقوة الدين، وبروح الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم نحو الجهاد الّذي كان المظهر الحقيقي للمسلم المؤمن في هذه الفترة.
وقد عاش حسان في جاهليته في الفترة التي ازدهر فيها نوعان من الشعر التقليدي القديم، في الشعر القبلي، وفن المديح، وقد برع الحسان في كلا الفنين، برع في أولهما، لأنه كان من الشعراء القبليين، الذين كانوا لسان حال قبائلهم، يمجدون انتصاراتها، ويفخرون بأمجادها، كما برع في آخرهما، لأنه كان من الشعراء الجوالين، الذين نزلوا الإمارتين الشماليتين: إمارة الغساسنة، وإمارة المناذرة، يمدحون ملوكها، وينالون عطاياهم وجوائزهم، لذلك نجد شعر حسان الجاهلي في مناقضاته القبليّة، وفي مدائحه التكسبية، من خير ما وصلنا من هذا العصر. له ترجمة في: (ديوان حسان بن ثابت) : ٩- ١٠، (الشعر والشعراء) : ١٨٨- ١٩٠، (طبقات ابن سعد) : ٥/ ٢٦٦، (سير أعلام النبلاء) : ٢/ ٥١٢- ٥٢٣، ترجمة رقم (١٠٦) ، (تاريخ الإسلام) : ٢/ ٤٤٠، (مسند أحمد) :
٦/ ٢٩٢، (المستدرك) : ٣/ ٥٥٣- ٥٥٧، (الإصابة) : ٢/ ٦٢- ٦٤، ترجمة رقم (١٧٠٦) ، (الاستيعاب) : ١/ ٣٤١- ٣٥٠، ترجمة رقم (٥٠٧) ، (طبقات خليفة) : ٨٨، (تاريخ خليفة) :
٢٠٢، (التاريخ الكبير) : ٣/ ٢٩، (المعارف) : ٢، ١٢٨، ١٤٣، ١٩٧، ١٣٢، (الجرح والتعديل) :
٣/ ٣٣٢، (تهذيب التهذيب) : ٢/ ٢١٦- ٢١٧، ترجمة رقم (٤٥٠) ، (خلاصة تذهيب الكمال) : ١/ ٢٠٩، ترجمة رقم (١٣٠١) ، (شذرات الذهب) : ١/ ٤١، ٦٠.