[ (٢) ] هو يزيد بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كان أفضل بنى أبى سفيان، كان يقال له: يزيد الخير، أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية، وزنها له بلال، واستعمله أبو بكر الصديق، وأوصافه، وخرج يشيعه راجلا. قال ابن إسحاق: لما قفل أبو بكر من الحج- يعنى سنة اثنتي عشرة- بعث عمرو بن العاص، ويزيد ابن أبى سفيان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة إلى فلسطين، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء، وكتب إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام، فأغار على غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل على قناة بصرى، وقدم عليه يزيد بن أبى سفيان، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، فصالحت بصرى، فكانت أول مدائن الشام فتحت. ثم ساروا قبل فلسطين، فالتقوا بالروم بأجنادين، بين الرملة وبيت جبرين، والأمراء كلّ على حدة، ومن الناس من يزعم أن عمرو بن العاص كان عليهم جميعا، فهزم اللَّه المشركين، وكان الفتح