قال العباس: فركبت إليهما بعرنة فأتيتهما فقلت: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعوكما، فركبا معى سريعين، حتى قدما على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فدعاهما إلى الإسلام، فأسلما وبايعا. ثم قام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخذ بأيديهما، وانطلق بهما يمشى بينهما، حتى أتى بهما الملتزم، وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود، فدعا ساعة، ثم انصرف، والسرور يرى في وجهه. قال العباس: فقلت له: سرّك اللَّه يا رسول اللَّه، فإنّي أرى في وجهك السرور، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: نعم، فإنّي استوهبت ابني عمى هذين ربى، فوهبهما لي. قال حمزة بن عتبة: فخرجا معه في فورة ذلك إلى حنين، فشهدا غزوة حنين، وثبتا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يومئذ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه، وأصيب عين معتب يومئذ، ولم يقم أحد من بنى هاشم من الرجال بمكة بعد أن فتحت غير عتبة، ومعتب، ابني أبى لهب. [ (١) ] في (خ) : «وعتيبة» ، وما أثبتناه من سائر المراجع. [ (٢) ] هو معتب بن أبى لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ، وأمه أم جميل بنت حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وكان لمعتب من الولد: عبد اللَّه، ومحمد، وأبو سفيان، وموسى، وعبيد اللَّه وسعيد، وخالدة، وأمهم: عاتكة بنت أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأمها أم عمرو بنت المقوّم بن عبد المطلب بن هاشم، وأبو مسلم، ومسلم وعباس، بنو معتب لأمهات أولاد شتى، وعبد الرحمن بن معتب، وأمه من حمير، وقد كتبنا قصة معتب بن أبى لهب في إسلامه مع قصة أخيه عتبة بن أبى لهب. لهما ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : ٤/ ٥٩- ٦١، (الإصابة) : ٤/ ٤٤٠- ٤٤١، ترجمة رقم (٥٤١٧) ، ٦/ ١٧٥- ١٧٦، وترجمة رقم (٨١٢٦) ، (الاستيعاب) : ٣/ ١٠٣٠، ترجمة رقم (١٧٨٦٦) ، ٣/ ١٤٣٠، ترجمة رقم (٢٤٥٩) . [ (٣) ] سبق أن أشرنا إلى مصادر ترجمته.