قال القاضي: ووقع في نسخة ابن الحذاء: «خشب» بالخاء والشين المعجمتين، وفي كتاب ابن قتيبة: «خلب» بضم الخاء وآخره باء موحدة، وفسّره بالليف، وكلاهما تصحيف، والصواب: «حسبت» بمعنى ظننت، كما هو في نسخ مسلم وغيره من الكتب المعتمدة. وقوله: «رجل غريب يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه» فيه استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم. وفيه تواضع النبي صلى اللَّه عليه وسلم ورفقه بالمسلمين وشفقته عليهم، وخفض جناحه لهم صلى اللَّه عليه وسلم. وفيه المبادرة إلى جواب المستفتي، وتقديم أهم الأمور فأهمها، ولعله كان سأل عن الإيمان وقواعده المهمة. وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الإيمان وكيفية الدخول في الإسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور. وقعوده صلى اللَّه عليه وسلم على الكرسي ليسمع الباقون كلامه ويروا شخصه الكريم، ويقال: كرسي بضم الكاف وكسرها، والضم أشهر ويحتمل أن هذه الخطبة التي كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم فيها خطبة أمر غير الجمعة، ولهذا قطعها بهذا الفصل الطويل. ويحتمل أنها كانت الجمعة، واستأنفها، ويحتمل أنه لم يحصل فصل طويل ويحتمل أن كلامه لهذا الغريب كان متعلقا بالخطبة فيكون منها، ولا يضر المشي في أثنائها. (مسلم بشرح النووي) : ٦/ ٤١٤- ٤١٥. (سنن النسائي) : ٨/ ٦١١، كتاب الزينة، باب (١٢٢) الجلوس على الكراسي، حديث رقم (٥٣٩٢) . [ (١) ] قال الإمام النووي: وفي كتاب ابن قتيبة طلب بضم الخاء وآخره باء موحدة، وفسّره بالليف، وكلاهما تصحيف، والصواب حسبت بمعنى ظننت كما هو في نسخ مسلم وغيره من الكتب المعتمدة. (مسلم بشرح النووي) : ٦/ ٤١٤. [ (٢) ] أخرجه الإمام أحمد من حديث أبى رفاعة العدوي مختصرا في (المسند) : ٦/ ٧٩، حديث رقم (٢٠٢٢٩) .