للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت له عنزة أخرى [ (١) ] .

وقال الواقدي: عن ابن أبى سبرة وغيره قالوا: كان بلال يحمل العنزة بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الأعياد والمشاهد، فلما قبض اللَّه نبيه صلى اللَّه عليه وسلم، سأل بلال أبا بكر رضى اللَّه عنهما، أن يشخص إلى الشام، وكره المقام بالمدينة بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأذن له، فحمل العنزة بين يدي أبى بكر رضى اللَّه عنه [سعد القرظ- وكان مؤذنه- وحملها بين يدي عمر رضى اللَّه عنه] وكان ولده يحملونها بين يدي الولاة بالمدينة [ (١) ] .

قال البلاذري: وقد أمر المتوكل على اللَّه أمير المؤمنين بحمل هذه العنزة إليه، فهي اليوم بسّر من رأى [ (٢) ] .

وقال الواقدي: عن الثوري، عن إسماعيل بن أبى أمية، عن مكحول أنه قال: كانت الحربة تحمل بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في أسفاره، لأنه كان يصلى إليها، وهي العنزة.

وحدثني إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القرظ، عن أبيه عن جده، أن بلالا كان يحمل العنزة يوم العيد، ثم حملها سعد، ثم حملها عمّار، ثم حملها محمد بن عمار بين يدي الولاة، ثم أنا هذا أحملها بين أيديهم [ (١) ] .


[ (١) ] طبقات ابن سعد) : ١/ ٢٣٥- ٢٣٦، ترجمة بلال بن رباح، رضى اللَّه تعالى عنه.
[ (٢) ] سرّمن رأى: مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقى دجلة، وقد خربت. وفيها لغات: سامراء، ممدود، وسامرّا، مقصور، وسرّمن رأ، مهموز الآخر، وسرّمن را، مقصور الآخر.
وقال أبو سعد: سامرّاء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها سرّمن رأى فخففها الناس وقالوا: سامراء. وبها السرداب المعروف في جامعها، الّذي تزعم الشيعة أن مهديّهم يخرج منه. وقال حمزة: كانت سامراء مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة التي كانت موظفة لملك الفرس على ملك الروم، ودليل ذلك قائم في اسم المدينة، لأن «سا» اسم الإتاوة، و «مرة» اسم العدد، والمعنى أنه مكان قبض عدد جزية الرّوم.