وإذا ثبت هذا فليس بعده شيء أكثر من مسه أصابعه بباطن شفتيه، وها ما لا يعلم عاقل به بأسا، إذا كان الماس والممسوس جميعا طاهرين نظيفين، وقد يتمضمض الإنسان فيدخل إصبعه في فيه، فيدلك أسنانه وباطن فمه، فلم ير أحد ممن يعقل أنه قذارة أو سوء أدب، فكذلك لا فرق بينهما في منظر حسّ ولا مخبر عقل. (معالم السنن) . وأخرج أبو داود أيضا في كتاب الأطعمة من (السنن) ، باب (٥٢) في المنديل، حديث رقم (٣٨٤٧) ، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «إذا أكل أحدكم فلا يمسحن يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها» ، وهذا الحديث أخرجه البخاري في الأطعمة، باب لعق الأصابع، ومسلم في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع، وابن ماجة في الأطعمة، باب لعق الأصابع، وليس في حديثهم ذكر المنديل. ولأبى داود أيضا في كاب الأطعمة من (السنن) : في ذات الباب، حديث رقم (٣٨٤٨) عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع، ولا يمسح يده حتى يلعقها. [ (١) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٣/ ٢١٩، كتاب الأشربة، باب (١٨) استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها، حديث رقم (١٣٦) ، وتمامه: «وقال إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة، قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة» .