للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفى حزنا حزني عليه كأنه ... لقي بين أيدي الطائفين حريم [ (١) ]

والمرأة في ذلك والرجل سواء، إلا أن النساء كن يطفن بالليل، والرجال [بالنهار] ، فقدمت امرأة لها هيئة وجمال، فطافت عريانة، وقال بعضهم:

بل كان عليها من ثيابهم ما ينكشف عنها، فجعلت تقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله

[وكانوا] على ذلك، حتى بعث اللَّه [تعالى] نبيه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأنزل اللَّه [تعالى] عليه: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى [ذلِكَ خَيْرٌ] [ (٢) ] [لأنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة] ، ونزلت: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [ (٣) ] ، وأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مناديا فنادى: ألا لا يطوفون بالبيت عريان [ (٤) ] .


[ (١) ] هذا البيت في كافة المراجع هكذا:
كفى حزنا كرى عليه كأنه ... لقي بين أيدي الطائفين حريم
[ (٢) ] الأعراف: ٢٦.
[ (٣) ] الأعراف: ٣١.
[ (٤) ] كان هذا النداء بمكة سنة تسع (البحر المحيط) : ٥/ ٤٠. والحديث في ذلك رقم (١٣٤٧) من (صحيح مسلم) . ويذكر أن المرأة القائلة:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله
هي ضباعة بنت عامر بن صعصعة، ثم من بنى سلمة بن قشير.
وذكر محمد بن حبيب أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خطبها، فذكرت له صلّى اللَّه عليه وسلّم عنها كبرة، فتركها فقيل إنها ماتت كمدا وحزنا على ذلك.
قال ابن حبيب: إن كان صح هذا، فما أخرها عن أن تكون أما للمؤمنين، وزوجا لرسول رب العالمين إلا قولها: اليوم يبدو بعضه أو كله، تكرمة من اللَّه لنبيه، وعلما منه بغيرته، واللَّه تعالى أغير منه (سيرة ابن هشام) : ٢/ ٢٥.