للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ] الجرى سبحا.
وقال الأزهري في قوله عز وجل: وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً، قيل: السابحات السفن، والسابقات الخيل.
والتسبيح: التنزيه، وسبحان اللَّه: معناه: تنزيلها للَّه من الصاحبة والولد. وقيل: تنزيه للَّه تعالى عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف.
تقول: سبّحت اللَّه تسبيحا له أي نزّهته تنزيها، وكذلك روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال الزجّاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا قال: منصوب على المصدر، المعنى: أسبح اللَّه تسبيحا، قال: وسبحان في اللغة تنزيه اللَّه عزّ وجلّ عن السوء.
وسبّح الرجل: قال سبحان اللَّه، وفي التنزيل: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ.
وقال قوم: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أي ما من دابة إلا وفيه دليل على أن اللَّه عز وجلّ خالقه، وأن خالقه مبرأ من الأسواء، ولكنكم أيها الكفار لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات.
قال الأزهري: ومما يدلك. على أن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تعبدت به، قول اللَّه عز وجلّ للجبال: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ، ومعنى أوبي: سبحي مع داود النهار كله إلى الليل ولا يجوز أن يكون معنى أمر اللَّه عزّ وجل للجبال بالتأويب إلا تعبدا لها.
وكذلك قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها، لا نفقهها عنها، كما لا نفقه تسبيحها.
وكذلك قوله تعالى: وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وقد علم اللَّه تعالى هبوطها من خشيته، ولم يعرفنا ذلك، فنحن نؤمن بما أعلمنا، ولا ندعى بما لا نكلّف بأفهامنا من علم فعلها كيفية نحدها.
ومن صفات اللَّه عز وجل: السّبوح القدوس، قال أبو إسحاق: السبوح: الّذي ينزه عن كل سوء، والقدوس: المبارك، وقيل: الطاهر.
وقال ابن سيده: سبوح قدوس، من صفة اللَّه عز وجل، لأنه تعالى يسبّح ويقدس، ويقال: سبّوح قدس، قال الحيانى: المجتمع عليه فيها الضم.
وسبحات وجه اللَّه، بضم السين والباء: أنواره، وجلاله، وعظمته، وقال جبريل عليه السلام: إن للَّه دون العرش سبعين حجابا، لو دنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربنا، رواه صاحب (العين) .
قال ابن شميل: سبحات وجهه، نور وجهه. وفي حديث آخر: حجابه النور والنار، لو كشفه