للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال:

جبريل، قيل: ومن معك، قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، قال: ففتح لنا، فإذا أنا بآدم عليه السلام، فرحّب بى، ودعا لي بخير [ (١) ] .


[ () ] معدودة في البيض، واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) : ٢/ ٥٦٩، كتاب الإيمان، باب (٧٤) الإسراء برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى السموات وفرض الصلوات، حديث رقم (٢٥٩) .
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط به الأنبياء صلوات اللَّه عليهم»
أما بيت المقدس ففيه لغتان مشهورتان غاية الشهرة: إحداهما: بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال المخففة، والثانية: بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة.
قال الواحدي: أما من شدده فمعناه المطهر، وأما من خففه فقال أبو على الفارسي: لا يخلو إما أن يكون مصدرا، أو مكانا، فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى: إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ* ونحوه من المصادر، وإن كان مكانا فمعناه بيت المكان الّذي جعل فيه الطهارة، أو بيت مكان الطهارة، وتطهيره: إخلاؤه من الأصنام، وإبعاده منها. وقال الزجاج: البيت المقدس المطهر، وبيت المقدس أي المكان الّذي يطهر فيه من الذنوب. (المرجع السابق) .
قوله: صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء»
الحلقة بإسكان اللام على اللغة الفصيحة المشهورة. وحكى الجوهري وغيره فتح اللام أيضا.
قال الجوهري: حكى يونس عن أبى عمرو بن العلاء حلقة بالفتح، وجمعها حلق وحلقات. وأما على لغة الإسكان فجمعها حلق وحلق بفتح الحاء وكسرها، والمراد حلقة باب مسجد بيت المقدس واللَّه أعلم. وفي ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطى الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل، إذا كان الاعتماد على اللَّه تعالى. (المرجع السابق) .
قوله: «اخترت الفطرة»
فسروا الفطرة هنا بالإسلام والاستقامة، ومعناه واللَّه تعالى أعلم: اخترت علامة الإسلام، والاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهلا، طيبا، طاهرا، سائغا للشاربين، سليم العاقبة. أما الخمر فإنّها أم الخبائث، وجالبة لأنواع من الشر في الحال والمآل. واللَّه تعالى أعلم.
(المرجع السابق) .
[ (١) ]
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل له: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه» .
أما
قوله: «عرج»
فبفتح العين والراء، أي صعد،
وقوله: «جبريل»
فيه بيان الأدب فيمن استأذن بدق الباب ونحوه، فقيل له:
«من أنت» ، فينبغي أن يقول: زيد، مثلا، إذا كان اسمه زيدا، ولا يقول: أنا، فقد جاء الحديث