قوله «جنابذ اللؤلؤ» ، «حبائل» : قال ابن حزم في أجوبته على مواضع من البخاري: فتشت على هاتين اللفظتين فلم أجدهما، ولا واحدة منهما، ولا وقفت على معناهما. وذكر غيره أن الجنابذ شبه القباب، واحدها جنبذة بالضم، وهو ما ارتفع من البناء، فهو فارسيّ معرب، وأصله بلسانهم كنبذه بوزنه لكن الموحدة مفتوحة، والكاف ليست خالصة، ويؤيده ما رواه المصنف في التفسير من طريق شيبان عن قتادة، عن أنس قال: «لما عرج بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ» . وقال صاحب (المطالع) : في الحبائل قيل: هي القلائد والعقود، أو هي من حبال الرمل أي فيها لؤلؤ مثل حبال الرمل، جمع حبل، وهو ما استطال من الرمل، وتعقب بأن الحبائل لا تكون إلا جمع حبالة، أو حبيلة، بوزن عظيمة. وقال بعض من اعتنى بالبخاري: الحبائل جمع حبالة، وحبالة جمع حبل على غير قياس، والمراد أن فيها عقودا وقلائد من اللؤلؤ. [ (٢) ] (مسلم بشرح النووي) : ٢/ ٥٧٦- ٥٨٠، كتاب الإيمان باب (٧٤) الإسراء برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى السموات وفرض الصلوات، حديث رقم (٢٦٣) . [ (٣) ] (فتح الباري) : ٦/ ٤٦١- ٤٦٢، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (٥) ذكر إدريس عليه السلام، حديث رقم (٣٣٤٢) .