قوله: «برك الغماد» : موضع باليمن. قوله: «ابن الدّغنّة» : فتح الغين، وقيل: إن ذلك كان لاسترخاء في لسانه، والصواب الكسر، وثبت بالتخفيف والتشديد من طريق، وهي أمه، وقيل: أم أبيه، وقيل: دابته، ومعنى الدغنه المسترخية، وأصلها الغمامة الكثيرة المطر. واختلف في اسمه، فعند البلاذري من طريق الواقدي، عن معمر عن الزهري أنه الحارث بن يزيد، وحكى السهيليّ أن اسمه مالك، وقيل غير ذلك. قوله: «وهو سيد القارة» ، بالقاف وتخفيف الراء، وهي قبيلة مشهورة من بنى الهون- بالضم والتخفيف- ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وكانوا حلفاء بنى زهرة من قريش، وكانوا يضرب بهم المثل في قوة الرمي. قوله: «أخرجني قومي» ، أي تسببوا في إخراجي. قوله: «فأريد أن أسيح» ، بالمهملتين، لعلّ أبا بكر طوى عن ابن الدّغنّة تعيين جهة مقصدة لكونه كافرا، وإلا فقد تقدم أنه قصد التوجه إلى أرض الحبشة، ومن المعلوم أنه لا يصل إليها من الطريق التي قصدها، حتى يسير في الأرض وحده زمانا، فيصدق أنه سائح، ولكن حقيقة السياحة أن لا يقصد موضعا بعينه يستقر فيه. قوله: «وتكسب المعدوم» - أو المعدم في رواية- وقد تقدم شرح هذه الكلمات في حديث بدء الوحي، وفي موافقة وصف ابن الدغنة لأبى بكر رضى اللَّه عنه بمثل ما وصفت به خديجة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ما يدل على عظيم فضل أبى بكر، واتصافه بالصفات البالغة في أنواع الكمال. قوله: «وأنا جار لك» ، أي مجير أمنع من يؤذيك. قوله: «فيتقذّف» بالمثناة والقاف والذال المعجمة الثقيلة، أي يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض فيكاد ينكسر. قوله: «بكّاء» بالتشديد أي كثير البكاء. قوله: «لا يملك عينيه» ، أي لا يطيق إمساكها عن البكاء من رقة قلبه، وقوله: «إذا قرأ» ، إذا