للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج البخاري [ (١) ] ومسلم [ (٢) ] ، من حديث شعبة عن الأعمش، سمعت ذكوان يحدث عن أبى سعيد الخدريّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا تسبوا أصحابى فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. ذكره البخاري في مناقب أبى بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.

وذكره مسلم [ (٣) ] في آخر المناقب من طريق الأعمش، عن أبى صالح عن أبى سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد، وبين عبد الرحمن بن عوف


[ () ] الناس: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.
وهذا الحديث غريب بهذا السياق والّذي في الصحيحين من رواية جماعة عن عطاء ابن يسار عن أبى سعيد وقد ذكر الخوارج: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يرمقون من الدين كما يمرق السهم من الرّميّة، والحديث الّذي في الصحيح: المؤمن القوى خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف وفي كل خير، وإنما نبه بهذا لئلا يهدر جانب آخر لمدح الأول دون الآخر، فيتوهم متوهم ذمه، فلهذا عطف بمدح الآخر والثناء عليه مع تفضيل الأول عليه، لهذا قال: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ أي فلخبرته فاوت بين ثواب من أنفق من قبل الفتح وقاتل، ومن فعل ذلك بعد ذلك، وما ذاك إلا لعلمه بقصد الأول وإخلاصه التام، وإنفاقه في حال الجهد والقلة والضيق. (تفسير ابن كثير) ٤/ ٣٢٨- ٣٢٩ مختصرا.
[ (١) ] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، باب
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لو كنت متخذا خليلا.
ومسلم في فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم حديث رقم (٢٥٤١) وأبو داود في السنة، باب النهى عن سبب أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (٤٦٥٨) والترمذي في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (٣٨٦٠) ، والمدّ: ربع الصاع، والنصيف نصف المد، والتقدير: ما بلغ هذا القدر اليسير من فضلهم ولا نصفهم. (جامع الأصول) ٨/ ٥٥٢- ٥٥٣ باب في فضائل الصحابة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم ومناقبهم، حديث رقم (٦٣٦١) ، و (٦٣٦٢) .
[ (٢) ] راجع التعليق السابق.
[ (٣) ] راجع التعليق السابق.