وفيه أن لفظة الكذب هي الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمدا كان أو سهوا، كان الإخبار عن ماض، أو مستقبل، وخصته المعتزلة بالعمد، وهذا يرد عليهم، وسبقت المسألة في كتاب الإيمان، وقال بعض أهل اللغة: لا يستعمل الكذب إلا في الإخبار عن الماضي، بخلاف ما هو مستقبل، وهذا الحديث يرد عليهم، واللَّه تبارك وتعالى أعلم. (شرح النووي) . [ (٢) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٦/ ٢٩٠، كتاب فضائل الصحابة، باب (٣٧) من فضائل أصحاب الشجرة، أهل بيعة الرضوان رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، حديث رقم (١٦٣) . قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا يدخل النار إن شاء اللَّه من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها» ، وقال العلماء: معناه لا يدخلها أحد منهم قطعا، كما صرح به في الحديث الّذي قبله- حديث حاطب- وإنما قال: إن شاء اللَّه للتبرك، لا للشك، وأما قول حفصة: بلى، وانتهار النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لها فقالت: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: وقد قال تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي-