للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلمان [ (١) ] ، وحذيفة [ (٢) ] ، وعبد اللَّه بن مسعود [ (٣) ] ،


[ (١) ] هو سلمان بن الإسلام وسلمان الخير وسلمان الفارسي، أبو عبد اللَّه، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم توفى سنة (٣٥) ، وكان قد سمع بأن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سيبعث فخرج في طلب ذلك، فأسر وبيع بالمدينة فاشتغل بالرق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وشهد فتوح العراق، وولى المدائن، وقال ابن عبد البر: يقال: إنه شهد بدرا، وكان عالما زاهدا، وروى عنه أنس، وكعب بن عجرة وغيرهم، (الإصابة) : ٣/ ١٤١، (أسماء الصحابة الرواة) : ٧٤ ترجمة (٥٤) .
[ (٢) ] حذيفة بن اليمان، يكنى أبا عبد اللَّه، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن حسل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة ابن عبس العبسيّ القطيعي، من بنى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار.
وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بنى عبد الأشهل، واسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل، وإنما قيل لأبيه: حسيل اليمان، لأنه من ولد اليمان جروة ابن الحارث ابن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضا يقال له: اليمان، لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة، فخالف بنى عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لأنه حالف اليمانية.
شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين.
كان حذيفة من كبار أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو الّذي بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاءه بخبر رحيلهم، وكان عمر بن الخطب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيرنى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل. وشهد حذيفة نهاوند فلما، قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين.
ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة على رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، وقيل: توفى سنة خمس وثلاثين، والأول أصح، وكان موته بعد أن أتى نعى عثمان إلى الكوفة ولم يدرك الجمل.
وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفين، وكانا قد بايعا عليا بوصية أبيهما إياهما بذلك. سئل حذيفة أي الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركت.
وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها.
[ (٣) ] هو عبد اللَّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن سمع بن فار بن مخزوم بن