للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتبعه الأزد كلها، فساروا حتى نزلوا على عك [ (١) ] ، وأقاموا بأرضهم مدة، فمات عمرو بن عامر، وقام من بعده ابنه [ثعلبة العنقاء] بن عمرو بن عامر بعهده إليه، فكانت بين قومه وبين عك [ (١) ] حروب، آلت إلى مسير ثعلبة [بمن] معه، ونزولهم في أرض همدان، وإخراجهم [منها] بعد حروب [كبيرة] ، ثم رحل عنها، وعادت همدان إليها.

فمضى ثعلبة بقومه إلى نجران، وبها مدحج، فنزلوا معهم ثم احتربوا شهرا كاملا، حتى فرق بينهم سيل العرم، [وقد] خرب سد مأرب، فأتى السيل أرض مدحج، وهم في محاربة ثعلبة وقومه، فولوا هاربين، ونزل ثعلبة بقومه في أرض السراة، بعد ما تخلت عنه طوائف، وأقاموا بعدة مواضع.


[ () ] عامر كبيرهم وسيدهم، وهو جد الأنصار، فمات عمرو ابن عامر قبل سيل العرم، وصارت الرئاسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن وكان عاقرا لا يولد له ولد، كان جوادا عاقلا، كان له ولد ولولد أخيه من الحدائق والجنان ما لم يكن لأحد من ولد قحطان، وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طريفة، فأقبلت يوما حتى وقفت على عمران بن عامر، وهو في نادى قومه [فقالت له كلاما ينبئ بخراب سد مأرب] .
[ (١) ] عك: بطن اختلف في نسبه، فقال بعضهم: بنو عك بن عدثان بن عبد اللَّه بن الأزد، من كهلان، من القحطانية، وذهب آخرون إلى أنهم من العدنانية، وعك أصغر من معد بن عدنان أبو العدنانية. وقال آخرون: إنه عك بن الدّيث بن عدنان بن أدد، أخو معد بن عدنان كانت مواطنهم في نواحي زبيد، وقطنوا مدينة الكدراء وغيرها من مدن اليمن النتهامية، ومن أراضيهم: الأعلاب، تقع بين كة، والساحل، وينسب إلى هذا البطن مخلاف عك، ومن بلادهم: رمع باليمن.
وكان من تاريخهم: أن أغارت خثعم ومسلية على بنى عك في راكة، فهزمتهم عك، وقد ارتدوا بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بالأعلاب، فخرج إليهم بأمر أبى بكر الصديق، الطاهر بن أبى هالة، فواقعهم بالأعلاب، فقتلهم شر قتلة، وحاربوا سنة ٣٧ هـ، مع معاوية بن أبى سفيان. (
معجم قبائل العرب) : ٢/ ٨٠٢.