وكان فتح قنسرين على يد أبى عبيدة بن الجراح رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه في سنة (١٧) ، وكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا، قال أحمد بن يحيى: سار أبو عبيدة بن الجراح بعد فراغه من اليرموك إلى حمص، فاستقر بها، ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فقاتله أهل مدينة قنسرين، ثم لجئوا إلى حصنهم، وطلبوا الصلح، فصالحهم، وغلب المسلمون على أرضها وقراها. وكانت قنسرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص، بقرب العواصم، وبعضهم يدخل قنسرين في العواصم، وكانت عامرة آهلة إلى أن كانت سنة (٣٥١) وغلبت الروم على مدينة حلب فليس بها اليوم إلا خان ينزله القوافل وعشار السلطان، وفريضة صغيرة. وكان خراب قنسرين في سنة (٣٥٥) قبل موت سيف الدولة بأشهر. كان قد خرج إليها ملك الروم، وعجز سيف الدولة عن لقائه فأمال عنه، فجاء إلى قنسرين وخربها، وأحرق مساجدها، ولم تعمر بعد ذلك، وحاضرة قنسرين بلدة باقية إلى الآن. [ (٢) ] (سنن الترمذي) : ٥/ ٦٧٨، كتاب المناقب، باب (٦٨) في فضل المدينة، حديث رقم (٣٩٢٣) .