قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: نصرت بالرعب مسيرة شهر، في التعبير، باب رؤيا الليل، وباب المفاتيح في اليد، في الاعتصام، باب قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثت بجوامع الكلم. ومسلم في المساجد في فاتحته، حديث رقم (٥٢٣) ، والترمذي في السير، باب ما جاء في الغنيمة، حديث رقم (١٥٥٣) ، والنسائي في الجهاد، باب وجوب الجهاد. قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «نصرت بالرعب» ، الرعب: الفزع والخوف، وذلك أن أعداء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان قد أوقع اللَّه في قلوبهم الرعب، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه. قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «جوامع الكلم» أراد به القرآن. جمع اللَّه تعالى بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة. كذلك ألفاظه صلّى اللَّه عليه وسلّم كانت قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني. و «مفاتيح الكلم» ، المفاتيح: كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر عليه السّلام أنه أولى مفاتيح الكلم، وهو ما سهل اللَّه تعالى عليه من الوصول إلى غوامض المعاني، وبدائع الحكم التي أغلقت على غيره وتعذرت. قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم «مفاتيح خزائن الأرض» ، أراد به ما سهل اللَّه تعالى له ولأمته من استخراج الممنعات، وافتتاح البلاد المتعذرات، من كان في يده مفاتيح شيء سهل اللَّه عليه الوصول إليه. قوله: «تنتثلونها» الانتثال: نثر الشيء، يقال نثلت كنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرته، والمراد: أنكم تأخذونها جميعا.