للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجوه، وإن كانت الحرب قد وضعت أوزارها عنا وعنهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتنى حتى تقر عيني من بنى قريظة! فأقر اللَّه عينه منهم.

فأمر بالسبي فسيقوا إلى دار أسامة بن زيد، والنساء والذرية العزار ابنتة الحارث [ (١) ] وأمضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بنى قريظة حكم سعد فضرب أعناق الرجال واسترق النشئ والذرية وقسم الأموال وذكر ابن إسحاق أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف اللَّه في قلوبهم الرعب ونزلوا على حكم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فرد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ الأوسي الأشهلي فحكم فيهم بأن يقتل الرجال ويقسم الأموال ويسبى الذراري والنساء [ (٢) ] .

وقد خرج البخاري ومسلم حكم سعد في بنى قريظة من حديث شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف قال سمعت أبا سعيد الخدريّ رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى سعد، فأتاه على حمار، فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم للأنصار: قوموا إلى سيدكم، ثم قال: إن هؤلاء نزلوا على حكمك، قال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:


[ (١) ] رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية، ذكرها ابن حبيب في (المبايعات) ، وذكر ابن إسحاق في (السيرة النبويّة) أن بنى قريظة لما حكم فيهم سعد ابن معاذ حبسوا في دار رملة بنت الحارث، امرأة من الأنصار من بني النجار.
قال الحافظ في (الإصابة) : وتكرر في السيرة، وأما الواقدي فيقول: رملة بنت الحدث، بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها.
وقال ابن سعد في (الطبقات) : رملة بنت الحارث، وهو الحارث بن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، تكنى أم ثابت، وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان ابن حرام، وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة. لها ترجمة في (الإصابة) : ٧/ ٦٥١، ترجمة رقم (١١١٨٣) ، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٣٢٧.
[ (٢) ] (سيرة ابن هشام) : ٤/ ١٩٥.