للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعبة قريبا [ (١) ] منه. وذكره أيضا في مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه من حديث أبي عوانة عن مغيرة باختلاف ألفاظ [ (٢) ] .


[ () ] قوله: «والوساد» في رواية شعبة: «صاحب السواك- بالكاف- أو السواد بالدال، ووقع في رواية الكشميهني هنا: «الوساد» ورواية غيره أوجه. والسواد: السرار- براءين- يقال: ساودته سوادا أي ساررته سرارا، وأصله أدنى السواد، وهو الشخص من السواد.
قوله: «والمطهرة» في رواية السرخسي «والمطهر» بغير هاء، وأغرب الداوديّ فقال: معناه أنه لم يكن يملك من الجهاز غير هذه الأشياء الثلاثة، وكذا قال، وتعقب ابن التين كلامه فأصاب،
وقد روى مسلم عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له: «إذنك عليّ أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي»
أي سراري، وهي خصوصية لابن مسعود.
قوله: «أوليس فيكم صاحب سر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الّذي لا يعلم أحد غيره» كذا فيه بحذف المفعول، وفي رواية الكشميهني «الّذي لا يعلمه» والمراد بالسر ما أعلمه به النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من أحوال المنافقين.
قوله: ثم قال كيف يقرأ عبد اللَّه" يعنى ابن مسعود، وفي هذا بيان واضح أن قراءة ابن مسعود كانت كذلك، وفي رواية إسرائيل عن مغيرة في المناقب وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى بحذف وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى كذا في رواية أبى ذر، وأثبتها الباقون، ومن عداهم قرءوا وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبى الدرداء ومن ذكر معه.
والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة على علقمة وعن ابن مسعود، وإليها تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام، حملوا القراءة عن أبى الدرداء. ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوى أن التلاوة بها نسخت.
(فتح الباري) : ٧/ ١١٥- ١١٦، ٨/ ٩١٧ مختصرا.
[ (١) ] (فتح الباري) : ٧/ ١١٤، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب (٢٠) مناقب عمار وحذيفة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، حديث رقم (٣٧٤٣) .
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٧/ ١٢٨، كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، باب (٢٧) مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه حديث رقم (٣٧٦١) .