وقوله: «ما لم تنله أخفاف الإبل» ذكر أبو داود عن محمد بن الحسن المخزومي أنه قال: معناه أن الإبل تأكل منتهى رءوسها ويحمى ما فوقه [حديث رقم ٣٠/ ٦٥] . وفيه وجه آخر: وهو أنه إنما يحمى من الأراك ما بعد عن حضرة العمارة فلا تبلغه الإبل الرائحة إذا أرسلت في الرعي. وفي هذا: دليل على أن الكلأ والرعي لا يمنع من السارحة وليس لأحد أن يستأثر به دون سائر الناس. [ (١) ] (سنن الترمذي) : ٣/ ٦٦٤- ٦٦٥، كتاب الأحكام، باب (٣٩) ما جاء في القطائع، حديث رقم (١٣٨٠) . [ (٢) ] (فتح الباري) : ٦/ ٣٠٩، كتاب فرض الخمس، باب (١٩) ، كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، حديث رقم (٣١٥١) . [ (٣) ] (فتح الباري) : ٩/ ٣٩٩، كتاب النكاح، باب (١٠٨) الغيرة، حديث رقم (٥٢٢٤) . - [ (٤) ] (سنن أبى داود) : ٣/ ٤٥١، كتاب الخراج والفيء والإمارة، حديث رقم (٣٠٦٩) ، قال الخطابي: النخل مال ظاهر العين، حاضر النفع كالمعادن الظاهرة، فيشبه أن يكون إنما أعطاه ذلك من الخمس الّذي هو سهمه، وكان أبو إسحاق المروزي يتأول إقطاع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم المهاجرين الدور على معنى العارية.