للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الزبير: هكذا قال ابن وهب، عن الليث: حلّ حزام راحلة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يكن لابن وهب علم بلسان العرب، وإنما تقول العرب لحزام الراحلة: غرطة، إذا ركب بها على رحل، فإن ركب بها على جمل فهي بطان، وإن ركب بها على فرس فهي حزام، وإن ركب بها على رحل أنثى فهو وضين [ (١) ] .

قلت- أي المقريزي-: هكذا نقل أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن عبد البرّ [ (٢) ] .

وقد خرج الحاكم في (المستدرك) [ (٣) ] من حديث يحيى بن بكير قال أنبأنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمرو ابن الحكم ابن ثوبان، عن أبى سعيد الخدريّ، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم علقمة بن محرز على بعث، فلما بلغنا راس مغزانا أذن لطائفة من الجيش، وأمر عليهم عبد اللَّه بن حذافة بن قيس السهمي، وكان من أهل بدر، وكانت فيه دعابة، فإنه كان يحل رحل ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره ليضحكه بذلك وكان الروم قد أسروه في زمن عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فأرادوه على الكفر، فعصمه اللَّه عزّ وجل حتى أنجاه اللَّه تبارك وتعالى منهم.


[ (١) ] قال أبو عمر: شاهد ذلك ما روى أن عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه سار في بعض حجاته. فلما أتى وادي محسّر، فضرب فيه راحلته حتى قطعته وهو يرتجز:
إليك تعدو قلقا وضينها ... مخالفا دين النصارى دينها
معترضا في بطنها جنينها ... قد ذهب الشحم الّذي يزينها
(المرجع السابق) : ٨٩٠.
قال خليفة بن خياط: وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عبد اللَّه بن حذافة السهمي.
[ (٢) ] (المرجع السابق) .
[ (٣) ] (المستدرك) : ٣/ ٧٣١، كتاب معرفة الصحابة، ذكر عبد اللَّه بن حذافة السهمي، حديث رقم (٦٦٣٩) ، وقد سكت عنه الذهبي في (التلخيص) .