للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوضعه إلى حجر أبى بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، ثم أخذ الناس في البنيان.

وعن الشموس بنت النعمان [ (١) ] قالت: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين بنى مسجد قباء، أتى بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه، فيأتى الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع، حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء، ومنه اشتقاق الصهر في القرابة [ (٢) ] .


[ (١) ] هي الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمع الأنصارية، مدنية، روى عنها عبيد بن وديعة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين بنى مسجده كان جبرائيل يؤم الكعبة ويقيم له قبلة المسجد، ذكرها أبو عمر مختصرا. ووصله ابن أبى عاصم، والحديث المذكور من طريق يعقوب بن محمد [الزهري، عن عاصم بن سويد، عن عتبة، وأخرجه الزبير بن بكار في (أخبار المدينة) ، عن محمد بن الحسن] المخزومي، عن عاصم مطولا. وكذلك
أخرجه الحسن بن سفيان وابن مندة، من طريق سلمة، عن عاصم بن سويد، لكن خالف في شيخ عاصم، فقال: عن أبيه، عن الشموس بنت النعمان، قالت: كأنى انظر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين قدم وأسس هذا المسجد مسجد قباء، فرأيته يأخذ الصخرة أو الحجر حتى بصهرة الحجر، وأنا انظر إلى بياض التراب على بطنه، فيأتى الرجل فيقول: يا رسول اللَّه، أعطنى أكفلة، فيقول: لا، خذ حجرا مثله.
حتى أسسه، ويقول: إن جبريل يؤم الكعبة.
فكان يقال: إنه أقوم مسجد قبلة وفي رواية محمد ابن الحسن بالسند المذكور إلى عتبة- أن الشموس بنت النعمان أخبرته، وكانت من المبايعات، فذكره، وفيه: فيأتى الرجل من قريش أو الأنصار. وفيه: فيقولون تراءى له جبريل حتى أم له القبلة، قال عتبة: فنحن نقول: ليس قبلة أعدل منها وقد استشكل ابن الأثير قوله في رواية شبابة يؤم الكعبة بعد ذلك، وخطر لي في جوابه أنه أطلق الكعبة وأراد القبلة أو الكعبة على الحقيقة، وإذا بين له جهتها كان إذا أسند برها استقبل بيت المقدس، وتكون النكتة فيه أنه سيحول إلى الكعبة، فلا يحتاج إلى تقويم آخر، فلما وقع لي سياق محمد بن الحسن رجح الاحتمال الأول. (الإصابة) : ٧/ ٧٣١- ٧٣٢. ترجمة رقم (١١٣٨١) .
[ (٢) ] (لسان العرب) : ٤/ ٤٧٢.