للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقيل لها: لو خبأت منه درهما [تشترى به لحما [ (١) ]] ؟ قالت: لو ذكرتموني لفعلت.

وتركت حفصة بيتها، فورثه ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، فلم تأخذ له ثمنا. فأدخل في المسجد.

قال ابن سعد [ (٢) ] : فقال عبد اللَّه بن زيد الهذلي: رأيت منازل أزواج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين هدمها عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، في خلافة الوليد بن عبد الملك، وزادها في المسجد، كانت بيوتا من لبن ولها حجز من جريد، عددت تسعة أبيات. بحجزها، ورأيت بيت أم سلمة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها وحجرتها من لبن، فقال ابن ابنتها: لما غزا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دومة الجندل، بنت أم سلمة حجرتها بلبن، فلما قدم قال: ما هذا البنيان؟ فقالت:

أردت أن أكف أبصار الناس، فقال: إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان.

وقال عطاء الخراساني [ (٣) ] أدركت حجر أزواج النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من جريد النخل، على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد يقرأ، يأمر بإدخال


[ (١) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق والبيان من (سير أعلام النبلاء) ، وفيه: عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، عن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين، يكون مائة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشترى لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفينى، لو ذكرتيني لفعلت. (سير أعلام النبلاء) : ٢/ ١٨٧، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٦٧، (حلية الأولياء) : ٢/ ٤٧، ورجاله ثقات.
[ (٢) ] (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٦٧ وما بعدها.
[ (٣) ] هو عطاء بن أبى مسلم الخراساني أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال:
أبو صالح البلخي، نزيل الشام، مولى المهلب بن أبى صفرة الأزدي.
اسم أبيه عبد اللَّه ويقال ميسرة. روى عن الصحابة مرسلا كابن عباس، وعدي بن عدي الكندي، والمغيرة بن شعبة، وأبى هريرة، وأبى الدرداء، وأنس وكعب بن عجرة، ومعاذ ابن جبل، وغيرهم، وعن سعيد بن المسيب، عبد اللَّه بن بريدة، ويحيى بن يعمر،