الصلاة خير من النوم، في الأذان من الصبح- اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه.
قال: وعلمني الإقامة مرتين: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، حي على الصلاة، حي على الصلاة. حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه.
قال ابن جريج: أخبرنى عثمان هذا الخبر كله عن أم عبد الملك بن أبى محذورة، أنها سمعت ذلك من أبى محذورة.
وخرج قاسم أيضا من طريق روح عن ابن جريح، قال: أخبرنى عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد اللَّه بن محيريز، أخبره- وكان يتيما في حجر أبا محذورة بن معتمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه-، قال له: خرجت في نفر، فكنا ببعض الطريق، فأذن مؤذن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالصلاة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعنا صوت المؤذن ونحن مسكتون، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الصوت، فأرسل إلينا، إلى أن وقفنا بين يديه، فقال: أيكم الّذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشار القوم كلهم إليّ، وصدقوا، فأرسلهم كلهم وحبسني، ثم قال- قم فأذن بالصلاة.
فقمت، ولا شيء أكره إليّ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا مما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فألقى على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم التأذين هو نفسه.
فقال: قل: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن محمدا رسول اللَّه، أشهد أن محمدا رسول اللَّه، حي الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه.
ثم دعاني حين قضيت التأذين، فأعطانى صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبى محذورة، ثم أمالها على وجهة، ثم من بين يديه، ثم صلى على كبده، حتى بلغت يد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سرة أبى محذورة، ثم قال:
بارك اللَّه فيك، وبارك عليك، فقلت: يا رسول اللَّه، مرني بالتأذين بمكة، فقال صلى اللَّه عليه وسلّم: قد أمرتك به.