على الإسلام فقال: أكذلك؟ قلت: نعم واتبعته ليلتي حتى الصباح فأذنت بالصلاة لما أصبحت، وأعطانى ماء توضأت منه، فجعل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أصابعه في الإناء فانفجر عيونا.
فقال: من أراد منكم أن يتوضأ فليتوضّأ، فتوضأت وصليت، فأمرنى عليهم، وأعطانى صدقاتهم، فقام رجل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن فلانا ظلمني، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا خير في الإمارة لمسلم.
ثم جاء رجل يسأل صدقة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إن الصدقة صداع وحريق في الرأس أو داء، فأعطيته صحيفة إمرتي وصدقنى، فقال: ما شأنك؟
فقلت: أقبلها، وقد سمعت ما سمعت؟.
رواه سعيد بن أبى مريم، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سواد، وزياد ابن الحارث الصدائى:
وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وشهد الفتح بمصر، وحديثه يشبه حديث حبان بن بح.
قال ابن يونس، وقال ابن عبد البر: وهو حليف بنى الحارث بن كعب، تابع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأذن بين يديه، يعد في مصر وأهل المغرب. وقد خرج له أبو داود، والترمذي، وابن ماجة.
وقال ابن وهب: أخبرنى عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن نعيم، أنه سمع زياد بن الحارث الصدائى قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعته على الإسلام، فأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي، فقلت: يا رسول اللَّه! أن رد الجيش، وأنا لك بإسلامهم وطاعتهم، فقال: اذهب فردهم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن راحلتي قد كلت، ولكن ابعث إليهم رجلا قال: فبعث إليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا، وكتبت معه إليهم، فردهم، قال الصدائى: فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: يا أخا صداء، وإنك مطاع في قومك؟
قلت: بل اللَّه هداهم للإسلام، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: أفلا أؤمرك عليهم؟ قلت:
بلى، فكتب لي كتابا بذلك، فقلت يا رسول اللَّه بشأن صدقاتهم، نكتب لي كتابا آخر بذلك، وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منزلا، فأتى أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم، يقولون: أخذنا بشيء كان بيننا وبينه في الجاهلية، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: أو فعل؟ قالوا: نعم فالتفت إلى أصحابه وأنا