للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها،

فخطب الناس، فأمرهم بما شاء اللَّه، ثم قال: كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معى فليثبت في معتكفه، وقد أريت هذه الليلة، ثم أنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، ابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين. فاستهلت السماء ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني، فنظرت إليه من الصبح، ووجهه ممتلئ طينا وماء.

وللبخاريّ [ (١) ] من حديث مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الّذي أراد أن يعتكف فيه، إذا أخبية: خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب! فقال:

ألبر تقولون؟

ثم انصرف ولم يعتكف ولم يعتكف، حتى اعتكف عشرا من شوال. ترجم عليه باب الأخبية في المسجد.

وذكره في باب من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج [ (٢) ] ، من حديث الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن سعيد، قال: حدثني عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها قالت: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فأستأذنته عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها فأذن لها وسألت حفصة عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبنى لها قالت: وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا صلى انصرف إلى بنائه، فأبصر الأبنية فقال: ما هذا؟

قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ألبر أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف. فرجع. فلما أفطر اعتكف عشرا من شوال.


[ (١) ] (فتح الباري) : ٤/ ٣٤٩، كتاب الاعتكاف، باب (٧) الأخبية في المسجد، حديث رقم (٢٠٣٤) .
[ (٢) ] (المرجع السابق) باب (١٨) من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج، حديث رقم: (٢٠٤٥) .