للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلبي.

وهذا على العموم، لأنه

قد جاء عنه: إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا [ (١) ] .

ولا يجوز أن يكون مخصوصا بذلك، لأنها خصلة لم بعدها في الست التي أوتيها، ولم يؤتها أحد قبله من الأنبياء، فلما أراد اللَّه تعالى منه ما أراد [....] قبض روحه وروح من معهم في نومهم ذلك، وصرفها إليهم بعد طلوع الشمس ليتبين لهم مراده، على لسان رسوله صلى اللَّه عليه وسلّم.

وعلى هذا التأويل جماعة أهل الفقه والأثر، وهو واضح، والمخالف فيه مبتدع.

الثاني: أنه وقع له ذلك لينكشف له علوم تخصه من المعارف، فعطلته عن القيام بحقوق الظواهر، لاشتغال باطنه المقدس بأداة التلقي.

فقد عبر بلسان قاله ... عن حاله من ذكر محبوبه

حتى أذهله عن مطلوبة

فقال:

فو اللَّه ما أدرى إذا ما ذكرتها ... أثنتين صليت العشاء أم ثمانيا؟

وقد عد القضاعي هذه الخصوصية مما خص به دون الأنبياء، وخفي عليه ما خرجه البخاري [ (٢) ] من حديث أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه في قصة الإسراء: وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم. فل يبق إلا اختصاصه صلى اللَّه عليه وسلّم بذلك دون أمته وكان في قوله أن نوم العين بمجرده لا ينقض الوضوء.

***


[ (١) ] سبق تخريجه.
[ (٢) ] سبق تخريجه.