للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: هذا موقوف

عن أنس بن أبى ليلى عن ثابت عن أنس عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي اللَّه حتى ينفخ في الصور [ (١) ] .

قال البيهقي: وهذا إن صح بهذا اللفظ فالمراد لا يتركون لا يصلون إلا هذا المقدار ثم يكونون مصلين فيما بين يدي اللَّه تعالى ويحتمل أن يكون المراد به رفع أجسادهم مع أرواحهم فقد روى سفيان الثوري في الجامع فقال: قال لنا شيخ: عن سعيد بن المسيب قال: ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين ليلة حتى رفع [ (٢) ] .


[ () ] ثم اعلم ان الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما هي حياة برزخية، ليست من حياة الدنيا في شيء. ولذلك وجب الإيمان بها، دون ضرب الأمثال لها ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا. هذا هو الموقف الّذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالآراء كما يفعل أهل البدع الذين وصل الأمر ببعضهم، إلى ادعاء أن حياته صلى اللَّه عليه وسلّم في قبره حياة حقيقية.
قال: يأكل ويشرب وبجامع نساءه!! وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا اللَّه سبحانه وتعالى.
وأخرجه ابن حجر في (لسان الميزان) : ٢/ ٣٠٤، حديث رقم (٢٥٥٦) .
وأخرجه أيضا أبو عبد الذهبي في (ميزان الاعتدال) ١/ ٥١٨، حديث رقم (١٩٣٣) .
وأخرجه أيضا ابن حجر في (المطالب العالية) : ٣/ ٢٦٩ باب حياة الأنبياء في قبورهم يصلون، حديث رقم (٣٤٥٢) .
[ (١) ]
(كنز العمال) : ١١/ ٤٧٤، فصل في بعض خصائص الأنبياء عموما، حديث رقم (٣٢٢٣٠) ، وعزاه إلى ابن عساكر في (تاريخه) ، والبيهقي في (حياة الأنبياء) عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، (الموضوعات) : ١/ ٣٠٣، باب مقدار لبثه في قبره ميتا ولفظه: «ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه» .
قال ابن حبان: هذا حديث باطل موضوع، والحسن بن يحيى منكر الحديث جدا يروى عن الثقات ما لا أصل له. وقال يحيى: الحسن ليس بشيء وقال الدار قطنى: متروك.
[ (٢) ] (سلسلة الأحاديث الضعيفة) : حديث رقم (٢٠١) .